ويفترض أن يقوم الشيخ بإدارة القبيلة من خلال فض المنازعات، وإقامة الضيافات لضيوف القبيلة وأفرادها، وإجارة المستجيرين الذين يلجؤون إلى القبيلة (?) ، ورعاية شؤونهم جميعا- هذا في حالة السلم- أما في الحرب فهو يتقدم الصفوف، ويساعد من لا عتاد له، ويضع خطط الحرب، وأن يكون رمزا لأفراد قبيلته وباعثا لهممهم (?) ، وعند انتهاء الحرب يقوم بالإشراف على توزيع الغنائم، ويتحمل باسم القبيلة الدّيات التي تترتب على أفراد القبيلة، وعليه أن يقوم بفك من يقع من أبناء عشيرته أسيرا (?) .
ويلاحظ أن شيخ القبيلة لم يكن مطلق الحرية في إدارة القبيلة، فهو ابتداء لابد أن ينال رضا أفراد القبيلة؛ إذ إن بعض القبائل لم تكن تحبذ مبدأ الوراثة في تولية شيخ القبيلة (?) فقد يعزل الشيخ أحيانا، وتنتخب القبيلة رئيسا اخر من أسرة أخرى، أو أن الرئاسة تنتقل من الشيخ إلى ابن أخيه أو من فخذ إلى اخر. ويظهر أن أولئك الذين توالت الرئاسة في نسلهم ثلاثة أجيال نادرة (?) ، ويمثل هذه النظرية قول عامر بن الطفيل (ت 10 هـ) (?) .
إنّي وإن كنت ابن سيد عامر ... وفارسها المندوب في كل موكب
فما سوّدتني عامر عن قرابة ... أبى الله أن أسمو بأم أو أب
ولكنني أحمي حماها وأتّقي ... أذاها وأرمي من رماها بمنكب (?)
وقد علل ابن خالدون (ت 808 هـ) ذلك بقوله: (إن الرئاسة تأتي من قوة