درهم- فقال: انثروه في المسجد فما قام من محله حتى أمضاه (?) ولكن في كل الأحوال كانت هذه الأموال توزع في مدة أقصاها ثلاثة أيام من تاريخ وصولها إلى المدينة» » .
وكان التوزيع يتم بواسطة سجل تكتب فيه أسماء من يأخذون العطاء في المدينة، فقد ذكر الجاحظ (ت 255 هـ) : «أن حكيم بن حزام محا نفسه من الديوان بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم» (?) ، ويتضح ذلك من خلال ما ذكره ابن مالك الأشجعي: «أنه كان يدعى إلى العطاء من قبل عمار بن ياسر أيام رسول الله صلّى الله عليه وسلم» (?) .
أما «الأموال العينية» فكانت تجمع في مكان خاص تحت إشراف الرسول صلّى الله عليه وسلم، فقد ذكر ابن سعد (ت 230 هـ) : «أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يستعمل دار رملة بنت الحارث كبيت للمال يجمع فيه الأسرى والغنائم» (?) ، وذكر أحمد (ت 241 هـ) في مسنده قول دكين بن سعيد المازني: «أتينا النبي صلّى الله عليه وسلم وكنا أربعين راكبا وأربعمائة نسأله الطعام فقال لعمر: «اذهب فأعطهم» فقال عمر: يا رسول الله، ما بقي إلّا اصع من تمر ما أرى أن يقضي، قال: اذهب فأعطهم، قال سمعا وطاعة، فارتقى بنا إلى علية فأخذ المفتاح من حجزته، ففتح» (?) ، ويفيد النص أن فائض المواد الغذائية كانت تحفظ في علية للرسول. وذكره البخاري (ت 256 هـ) : «أن هذه العلية كانت غرفة فوق مسجد وبيوت الرسول صلّى الله عليه وسلم وكان يخلو فيها أحيانا» وتشعر الرواية أن عمر كان يقوم بحفظ هذا الجزء من محتويات بيت المال. ويذكر ابن حجر (ت 852 هـ) «أن بلال بن رباح كان خازن رسول الله صلّى الله عليه وسلم (?) ، وكان يجيز الوفود بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويزودهم بجوائز نقدية وعينية (?) ، وذكر ابن سعد (ت 230 هـ) قول عطاء بن السائب أنه: «لما بويع أبو بكر بالخلافة أصبح غاديا إلى السوق، ومعه أثواب يتجر بها،