الاخرى، وإن لم ينصّ على ذلك في معاهداته معهم.
وبما أن القبائل كانت تأنف أن يتولى عليها أمير من غيرها، فقد اشترط بعضهم هذا الشرط، ويتضح هذا في معاهداته مع أهل مقنا وبني وائل (?) ، وفي كتابه إلى وائل بن حجر ذكر أنه «يستقي ويترفل على الأقيال» (?) ويفيد ذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلم أراد أن يربط هذه الواحدات الإدارية الصغيرة في سلسلة ضمن إطار واحد حتى يسهل على المركز إدارتها ومراقبتها. وقد ذكرت بعض هذه المعاهدات شروطا منفردة، منها: «النصح للمسلمين» (?) ، «وضيافتهم» (?) أو «السماح لهم باستعمال المياه» (?) أو «السماح لهم بالمرور من الطرق» » .
وكانت هذه المعاهدات تعطي لهؤلاء «ذمة الله ورسوله» (?) و «أمان الله ورسوله» (?) وقد استعملت ذمة الله وأمان الله بشكل ثابت، أما ذمة الرسول فكانت تذكر أحيانا، وجاء في بعضها: «إن الله ورسوله جار على ذلك» (?) ، وفي كتاب: «إن الله ومحمد جار» (?) ، وكان المقصود بالأمان والذمة والجوار أنها اتفاقيات صداقة يضمن فيها الرسول صلّى الله عليه وسلم لهذه القبائل عدم الاعتداء، وكانت كلمة «ذمة» تدل على ضمان حمايتهم من أي اعتداء تقوم به القبائل والقوى الاخرى ضدهم (?) .