(ت 15 هـ) ، ليمولاه ويعلمه القران» (?) ، وكذلك «دفع أبا ثعلبة إلى أبي عبيدة بن الجراح (ت 18 هـ) ، ثم قال له: دفعتك إلى رجل يحسن تعليمك وأدبك» (?) .
لقد تجاوز اهتمام الدولة بالتعليم الرجال إلى النساء، فكان النبي صلّى الله عليه وسلم يقوم بنفسه بتعليم النساء، وبلغ من حرصهن على العلم أنهن قلن للنبي صلّى الله عليه وسلم: «غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن» (?) ويذكر البلاذري (ت 279 هـ) أسماء عدد من النساء كن يحسن القراءة والكتابة، فكانت الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية تحسن القراءة (?) ، وأمرها النبي صلّى الله عليه وسلم أن تعلم حفصة (زوجه) ، فعلمتها رقية تسمى (رقية النملة) (?) ، وذكر أيضا أسماء أم كلثوم بنت عقبة، وعائشة بنت سعد، وكريمة بنت المقداد وغيرهن (?) .
ولقد أرادت الدولة أن يكون «العلم والتعليم» سمة من سمات المجتمع المسلم، فطلب النبي صلّى الله عليه وسلم أن يقوم بهذه المهمة كل من يستطيع أن يعلم الاخرين، وندب المجتمع كله للتعلم، ثم حذر من أن يتقاعس أحد عن التعلّم فقال: «ما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون» (?) .
واهتمت الدولة أيضا بتعليم الناس في غير حاضرة الدولة «المدينة» فكان النبي صلّى الله عليه وسلم يرسل ببعثات تعليمية إلى القبائل يعلمونهم الإسلام ويفقهونهم فيه، فذكرت لنا كتب السير بعثة عاصم بن ثابت وأصحابه القراء الذين استشهدوا في حادثة الرجيع (3 هـ) (?) وكانوا في مهمة تعليمية، وكذلك الحال بالنسبة إلى القراء السبعين الذين استشهدوا في حادثة بئر معونة (4 هـ) (?) ومع أن نهاية هؤلاء المعلمين كانت مؤسفة، إلا أن ضرورة