كان يجيب الملوك وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب.
ويأمره أن يطينه ويختمه وما يقرؤه لأمانته عنده» (?) . ويفيد النص أنهم كانوا يكتبون الكتاب أولا ثم يعرضونه على رسول الله صلّى الله عليه وسلم لأخذ موافقته، وكان باستطاعة النبي صلّى الله عليه وسلم أن يبدل أو يغير في نص الكتاب، ولم يكن الكتاب يأخذ شكله النهائي إلا بعد موافقة النبي صلّى الله عليه وسلم.
ويتبع هذه المجموعة وظيفة «ترجمة» ، فكان زيد بن ثابت (ت 56 هـ) يقوم بالترجمة من اللغات الفارسية والرومية والقبطية والحبشية والعبرية إذ تعلمها زيد من أهلها القاطنين في المدينة (?) وكانت مهمة زيد أن يكتب للنبي صلّى الله عليه وسلم بهذه اللغات، ويرد على الكتب التي ترد فيترجمها للنبي صلّى الله عليه وسلم. ثم يكتب بردها بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويتضح هذا من رواية البخاري (ت 256 هـ) من قول النبي صلّى الله عليه وسلم لزيد بن ثابت: «تعلم كتاب يهود فإني ما امن يهود على كتابي» . فتعلمها زيد، وأصبح يقرأ للنبي صلّى الله عليه وسلم ما يكتبه يهود، ويكتب إلى اليهود ما يريده النبي صلّى الله عليه وسلم (?) .
وتذكر المصادر أسماء مجموعة كتبوا للنبي صلّى الله عليه وسلم رسائله وإقطاعاته منهم أبي بن كعب (ت 22 هـ) (?) وثابت بن قيس (ت 12 هـ) (?) وخالد بن سعيد (ت 14 هـ) (?) وعلي بن أبى طالب (ت 39 هـ) (?) ، ومعاوية بن أبي سفيان (ت 60 هـ) (?) وغيرهم.
وكان يكتب «العهود والمواثيق» جماعة أشهرهم علي بن أبى طالب (ت 39 هـ) ،