متى تجمع القلب الذكي وصارما ... وأنفا حميا، تجتنبك المظالم
تفرقت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدى المساويا
والمرء يعمى عن من يحب فإن ... أقصر عن بعض ما به أبصر
ما قام عمرو في الولا ... ية قائما حتى قعد
كم تائه بولاية ... وبعزله يعدو البريد
أكرم تميما بالهوان فإنهم ... إن أكرموا فسدوا من الإكرام
أهن عامرا تكرم عليها فإنما ... أخو عامر من مسها بهوان
في الناس إن فتشتهم ... من لا يعزك أو تذله
وفي الشر نجاة حي ... ن لا ينجيك إحسان
يحمحم للشعير إذا رآه ... ويعبس إن رأى وجه اللجام
يواسي الغراب الذئب في أكل صيده ... وما صادت الغربان في سعف النخل
وطنت نفسي عن خليلي أنني ... متى شئت لاقيت امرءاً مات صاحبه
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
أرى خلل الرماد وميض جمر ... ويوشك أن يكون له ضرام
أرى جذعا إن يثن لم يقو رائض ... عليه، فبادر قبل أن ينثني الجذع
وإني إذا أدعوك عند ملمة ... كداعية بين القبور نصيره
وإني وإعدادي لدهري محمدا ... كملتمس إطفاء نار بنافخ
والمستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
طلبت بك التكثير فازددت قلة ... وقد يخسر الإنسان في طلب الربح
ليس العطاء من الكثير سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل
إنما تعرف المواساة في الشد (م) ة لا حين ترخص الأسعار
ما عابني إلا اللئا ... م وتلك من إحدى المناقب
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل
تزوج يرجو أن تحط ذنوبه ... فعاد وقد زيدت عليه ذنوب
وخرجت أبغي الأجر محتسبا ... فرجعت موفورا من الوزر
إذا محاسني اللاتي أتيت بها ... عدت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر
وكم من موقف حسن أحيلت ... محاسنه فعاد من الذنوب
أعادي على ما يوجب الحب للفتى ... وأهدأ والأفكار في تجول
من لم يعدنا إذا مرضنا ... إن مات لم نشهد الجنازة
وكم قائل لو كان حبك صادقا ... لبغداد لم ترحل، فكان جوابيا
يقيم الرجال الموسرون بأرضهم ... ويرمي النوى بالمقترين المراميا
ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا ... من الزاد يطرح نفسه كل مطرح
أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب
وكل باز يمسه هرم ... تخرى على رأسه العصافير
لا يؤيسنك من كريم نبوة ... ينبو الفتى وهو الجواد الخضرم
ولربما منع الكريم وما به ... بخل ولكن سوء حظ الطالب
أقلب طرفي لا أرى غير صاحب ... يميل مع النعماء حيث تميل
إخوان صدق ما رأوك بغبطة ... وإذا افتقرت هوى بودك من هوى
يريد أن يخطر ما لم يرني ... فإذا أسمعته صوتي انقمع
يريك البشاشة عند اللقاء ... ويبريك في الغيب بري القلم
أبناء نصير إن غبت قد أكلوا ... لحمي، وإما حضرت ودوني
إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل قلوبهم أن تصرعوا
ذلها أظهر التودد منها ... وبها منكم كحز المواسي
والذل يظهر في الذليل مودة ... وأود منه لمن يود، الأرقم
إذا ما قضيت الدين بالدين لم يكن ... قضاء ولكن ذاك غرم على غرم
لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري
كنت من كربتي أفر إليهم ... فهم كربتي، فأين الفرار
كل هنيئا فالكلب يزدرد ال ... عظم ولكن تدمى استه حين يخرا
ولا تحسد الكلب أكل العظام ... ففي وقت إخراجها ترحمه
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهون ما تمر به الوحول
ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
من عاش أخلقت الأيام جدته ... وخانه بفناه السمع والبصر
ولا تبقي صروف الده ... ر إنسانا على حال
لقد أفلح من عاش ... ثمانين وما أفلح