خفض الجأش واصبرن رويدا ... فالرزايا إذا توالت تولت
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت ولو لم تضق لما انفرجت ... والعسر مفتاح كل ميسور
هل الدهر إلا غمرة وانجلاؤها ... سريعا وإلا ضيقة وانفراجها
إن ربا كفاك بالأمس ما كا ... ن سيكفيك في غد ما يكون
ولم أر كالمعروف، أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذخرا يكون كصالح الأعمال
من يصنع الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ... أصبت حليما أو أصابك جاهل
وحذرت من أمر فمر بجانبي ... لم يبكني، ولقيت ما لم أحذر
وإذا حذرت من الأمور مقدرا ... وهربت منه، فنحوه تتوجه
والرزق يخطي باب عاقل قومه ... ويبيت بوابا لباب الأحمق
كالصيد يحرمه الرامي المجيد وقد ... يرمى فيحرزه من ليس بالرامي
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حز من المكان العالي
لا تنظرن إلى الجهالة والحجا ... وانظر إلى الإقبال والإدبار
رب علم أضاعه عدم الما ... ل وجهل غطى عليه النعيم
من راقب الناس مات غما ... وفاز باللذة الجسور
إذا لم تستطع أمرا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع
ولا تكثرن في إثر شيء ندامة ... إذا نزعته من يديك النوازع
تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار
فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر
كمرضعة أولاد أخرى وضيعت ... بنيها فلم ترفع بذلك مرفعا
كتاركة بيضها في العراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا
وحملتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع
لم أكن من جناتها علم الل ... هـ وإني بحرها اليوم صال
وجرم جره سفهاء قوم ... فحل بغير جانيه العذاب
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يال همدان ظالم
وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
ليت الغمام الذي رعدت صواعقه ... يسوقهن إلى من عنده الديم
متى أحوجت ذا كرم تخطى ... إليك ببعض أخلاق اللئيم
ولا يغررك طول الحلم مني ... فما أبدا تصادفني حليما
وإذا الذئاب استنعجت لك مرة ... فحذار منها أن تعود ذئابا
تأني على وعد الكرام فربما ... حملت من الإلحاح سمحاعلى البخل
وقد طوفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب
وكان رجائي أن أعود مملكا ... فصار رجائي أن أعود مسلما
لا تسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهد من الخبر
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
فإنكم وما تخفون منه ... كذات الشيب ليس لها خمار
ما كان في المخدع في أمركم ... فإنه في المسجد الجامع
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب
ضاق معروف واضع ال ... عرف في غير أهله
نفسك لم يا ملقيا بذره ... بين سباخ إن حصدت العنا
أسد علي وفي الحروب نعامة ... ربداء تنفر من صفير الصافر
إذا صوت العصفور طار فؤاده ... وليث حديد الناب عند الثرائد
وإذا خمصتم قلتم يا عمنا ... وإذا بطنتم قلتم ابن الأزور
كالكلب إن جاع لم يعدمك بصبصة ... وإن ينل شبعا ينبح من الأشر
قضى الله في بعض المكاره للفتى ... برشد وفي بعض النوى ما يحاذر
ربما خير الفتى ... وهو للخير كاره
وقد يحزن المرء من فوت ما ... تكون السلامة في فوته
من أمارات مفلس أن تراه ... موجفا في اقتضاء دين قديم
إذا ضيعت أول كل أمر ... أبت أعجازه إلا التواء
كم فرصة تركت فصارت غصة ... تشجي بطول تلهف وتندم
تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... ويتقى مريض المستنفرالحامي
تراهم يغمرون من استركوا ... ويجتنبون من صدق المصاعا