سَيَفْتَحُ اللَّهُ أَبْوَابَ الْعَطَاءِ بِمَا ... فِيهِ لِنَفْسِكَ رَاحَاتٌ مِنْ التَّعَبِ
وَلَوْ يَكُونُ كَلَامِي حِينَ أُنْشِدُهُ ... مِنْ اللُّجَيْنِ لَكَانَ الصَّمْتُ مِنْ ذَهَبِ
وَلِآخَرَ:
إنِّي لَأَعْلَمُ وَالْأَقْدَارُ غَالِبَةٌ ... أَنَّ الَّذِي هُوَ رِزْقِي سَوْفَ يَأْتِينِي
أَسْعَى إلَيْهِ فَيُعْنِينِي تَطَلُّبُهُ ... وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِي لَا يُعَنِّينِي
وَقَالَ آخَرُ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِمَرْيَمَ ... وَهُزِّي إلَيْكِ الْجِذْعَ يَسْقُطْ لَكِ الرُّطَبُ
وَلَوْ شَاءَ أَنْ تَجْنِيهِ مِنْ غَيْرِ هَزِّهَا ... جَنَتْهُ وَلَكِنْ كُلُّ شَيْءٍ لَهُ سَبَبُ
وَقَالَ بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ:
لِلنَّاسِ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا وَقَدْ فَسَدَتْ ... فَصَفْوُهَا لَك مَمْزُوجٌ بِتَكْدِيرِ
فَمَنْ يُكِبُّ عَلَيْهَا لَا تُسَاعِدُهُ ... وَعَاجِزٌ نَالَ دُنْيَاهُ بِتَقْصِيرِ
لَمْ يُدْرِكُوهَا بِعَقْلٍ عِنْدَمَا قُسِمَتْ ... وَإِنَّمَا أَدْرَكُوهَا بِالْمَقَادِيرِ
لَوْ كَانَ عَنْ قُدْرَةٍ أَوْ عَنْ مُغَالَبَةٍ ... طَارَ الْبُزَاةُ بِأَرْزَاقِ الْعَصَافِيرِ
وَلِشُرَيْحِ بْنِ يُونُسِ الْمُحَدِّثُ
يَا طَالِبَ الرِّزْقِ يَسْعَى وَهْوَ مُجْتَهِدُ ... أَتْعَبْتَ نَفْسَك حَتَّى شَفَّك التَّعَبُ
تَسْعَى لِرِزْقٍ كَفَاك اللَّهُ مُؤْنَتَهُ ... أَقْصِرْ فَرِزْقُك لَا يَأْتِي بِهِ الطَّلَبُ
كَمْ مِنْ سَخِيفٍ ضَعِيفِ الْعَقْلِ تَعْرِفُهُ ... لَهُ الْوِلَايَةُ وَالْأَرْزَاقُ وَالذَّهَبُ
وَمِنْ حَصِيفٍ لَهُ عَقْلٌ وَمَعْرِفَةٌ ... بَادِي الْخَصَاصَةِ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ نَسَبُ
فَاسْتَرْزِقْ اللَّهَ مِمَّا فِي خَزَائِنِهِ ... فَاَللَّهُ يَرْزُقُ لَا عَقْلٌ وَلَا حَسَبُ
وَقَالَ آخَر:
كَمْ مِنْ قَوِيٍّ قَوِيٍّ فِي تَقَلُّبِهِ ... مُهَذَّبِ الرَّأْيِ عَنْهُ الرِّزْقُ مُنْحَرِفُ
وَمِنْ ضَعِيفٍ ضَعِيفِ الرَّأْيِ تُبْصِرُهُ ... كَأَنَّهُ مِنْ خَلِيجِ الْبَحْرِ يَغْتَرِفُ