فقال عبد الرحمن: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " [فصلت /34ـ35]
فانظر كيف عالج القضية إنَّه الرد بالحسنى، اعقل هذا ـ أخي ـ عن سلفنا الصالح حتى تعرف كيف تعيش بمنهج السلف وتمضى على إثره.
ثم ساق عبد الرحمن سنده فقال: حدثني أبو عبيدة الناجي قال: كنا في مجلس الحسن البصري إذ قام إليه رجلٌ فقال: يا أبا سعيد إنَّ هنا قوماً يحضرون مجلسك ليتتبعوا سقط كلامك.
فقال الحسن: يا هذا إني أطمعت نفسي في جوار الله فطمعت، وأطمعت نفسي في الحور العين فطمعت، وأطمعت نفسي في السلامة من الناس فلم تطمع، إنِّي لما رأيت الناس لا يرضون عن الله علمت إنَّهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم. أ. هـ
فإذا كان الناس يتكلمون في حق الله جل وعلا فكيف بالمخلوقين؟!! هكذا تعالج القضية، فليس لنا أن نتكلم في شأن غيرنا إلا بالحسنى، فإن وقع فينا أحد، فالعلاج هو أن ترد السيئة بالحسنة فتدعو لمن أساء إليك.
وإذا أنت اتقيت الله ـ جل وعلا ـ? يحول القلوب إلى حبك، فالقلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء.
عن سعيد بن عبد العزيز قال: إن رفيقاً لحبيب بن مسلمة ضاق يوماً عن شيء. (أي أن أخلاقه ساءت في شيء ما). قال حبيب: إن استطعت أن تغير خلقك بأحسن منه فافعل وإلا فسيسعك من أخلاقنا ما ضاق عنَّا من خلقك.
إخوتاه
إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم.
قال محمد بن محبوب: كنا عند عبد الله بن الطالب التميمي المكي المالكي يوماً