مرة؟ قلت: كذا، قال: عليك أن تقرأه مرة أخرى لكن هذا المرة بعين النقد والبحث عن الأخطاء.
قلت: معاذ الله أن أصنع هذا، نحن نقرأ لنتعلم ونتعبد وتتنزل علينا رحمات ربنا، نقرأ لنعبد الله على بصيرة، نقرأ لنتعلم ونُعلم الناس، لكن نقرأ من أجل تخطئة فلان من أهل العلم، هذه نية فاسدة، فإن وُجد خطأ نقول كما قال شيخ الإسلام: مجتهد إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر.
قال - صلى الله عليه وسلم -: " أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم إلا الحدود " (?)
فالإمام النووي والقرطبي وابن حجر العسقلاني من ذوى الهيئات، فينبغي أن نقيل عثراتهم، نعم أخطأ من أخطأ منهم في مسألة التأويل، ووافقوا قول الأشاعرة لكن نقول: يغفر الله لهم، ألم نقل: إنَّ من الناس من لا ينبغي أن يذكر عيبه لما له من فضل فنهب نقصه لفضله.
وأصحاب الهيئات كما يقول الشافعي ـ رحمه الله ـ إنَّهم الذين لا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة، فتغفر له زلته، ولا تذكر، ولا يُشَنّع بها عليه.، " إلا الحدود " فلا شفاعة في حد من حدود الله.
إخوتاه
قال عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني: كنا في مجلس عبد الرحمن بن مهدى (وهو من المحدثين الأكابر وشيخ الإمام البخاري) إذ دخل عليه شاب فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه.
فقال شيخٌ في المجلس فقال: يا أبا سعيد هذا الشاب يتكلم فيك حتى إنَّه ليكذبك.