كلما سبه الرجل يقول له: يغفر الله لك فكان الملك يقول لأبى بكر بل أنت وأنت أحق به، فلما همَّ بالرجل انصرف الملك وحل محله الشيطان (?)
إننا نريد هذا السلوك القويم " التغاضي عن جهالات الناس " لأنَّك لا تعاملهم بل تعامل ربهم، وربك لا يحب أن تغضب لنفسك، وعلى الجملة يرشدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدم سب أي إنسان كائناً من كان.
إنك لن تجد إنساناً كاملاً فلا بد له من عيب، وإذا استقصيت في البحث عن مثل هذا فلن تظفر به في الوجود، فليس بمعصوم إلا من عصمه الله، والكمال المطلق لله وحده.
من هنا فليس المقصود أن يكون أخوك من تكاملت صفاته الظاهرة والباطنة، بقدر ما يكون المطلوب أن تتوافر فيه الصفات التي تصلح بها المعاشرة، أعني شروط صحة الأخوة، فتنتفي بوجودها أسباب الملل والقطيعة، فإنَّ توافر الخير كله في إنسان عزيز قليل الوجود، والنادر لا حكم له، فلا يكاد يوجد إلا في الموفقين وهم قلة قليلة.
اللهم اجعلنا من عبادك الموفقين، اللهم وفقنا لما تحب وترضى.
إخوتاه
عليكم أن تتحلوا بشيء من الإغضاء ولا تستقصوا في معرفة أدق التفاصيل والصفات، كان بعض السلف إذا مضى إلى درس شيخه يُخرج صدقة، ويقول: اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب بركة علمه مني، أما الآن فتجد من يتتبع العورات، ويتفقد الأخطاء، هذه والله نية فاسدة.
جاءني أحد الشباب فقال لي: إن الإمام النووي مبتدع، قلت: أعوذ بالله كيف هذا؟ قال أنت قرأت صحيح مسلم بشرح النووي؟ قلت: الحمد لله قال: قرأته كم