نعم ـ إخوتاه ـ الإغضاء وعدم الاستقصاء

يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اتق الله - عز وجل - ولا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وإياك والمخيلة فإنَّ الله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة، وإنْ امرؤ شتمك وعَيَّرك بأمر يعلمه فيك فلا تعيره بأمر تعلمه فيه، فيكون لك أجره، وعليه إثمه، ولا تشتمن أحداً " (?)

سبحان الله لو حفظنا أولادنا من سن الرابعة مثل هذه الأحاديث لخرج فينا جيل متأدب بآداب النبوة.

والحديث فيه فوائد عظيمة، بداية من الحث على فعل الطاعات مهما قل شأنها في عين البشر، فهذا يعطي أخاه كوب ماء ويؤثره على نفسه فيكتب الله له الأجر لمعروفه هذا.

وفيه نهي عن الكبر والخيلاء لما فيه من عبودية للمظاهر " تعس عبد الدرهم والدينار والقطيفة والخميصة " (?)

ثم يعلمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الأدب العظيم - وهنا محل الشاهد - فلو سَبَّك شخص أو عَيّرك فعليك أن تتغاضى عن مثل هذا حتى لا تقع في الوزر إذا أردت أن تتشفى لنفسك فتعيره بما هو فيه من العيوب والخلل.

وقد كان أبو بكر - رضي الله عنه - جالس فأخذ رجل يسبه ويشتمه، وما يزيده جهل هذا الرجل إلا حلماً، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، فلما زاد الرجل في جهله أراد أبو بكر - رضي الله عنه - أن يرد على الرجل فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أخبره بعد ذلك أن الله بعث ملكاً كلما كان الرجل يسب أبا بكر - رضي الله عنه - كان يقول: بل أنت، وكان أبو بكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015