فلا تؤذيه بيدك بالبطش وسلب المال والضرب ونحو ذلك، ولا تؤذيه بلسانك بالشتم والغيبة والنميمة، ولا تؤذيه بالتخاذل عن نصرته في وقت يحتاج إليك فيه.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " (?)
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته " (?)
فبسبب هذا السكوت والتقاعس يخذلك الله بسببه، أحد الإخوة يقول لي: أنَّه جلس مجلسا استهزئ فيه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكت ولا أنكر ولا أعرض، فكانت عاقبته أن فتن في دينه وترك الالتزام فلم يثبته الله وخذله ووكله إلى نفسه فضاع وتاه وضل وابتعد، ولولا رحمة الله به ما عاد أبدًا.
إخوتاه ..
قال - صلى الله عليه وسلم -: " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه " (?)
فإنَّ الجار لا يقدر بثمن، لما أراد جار محمد بن ميمون السكري بيع البيت، قال للمشتري: أبيعك بثلاثة آلاف، البيت بألف، وجوار أبي حمزة بألفين.
فقد تبتلى بجار يجعلك تنفر من المكان ولو كان جنة، ولكن نعم الجوار إذا كان جارك رجلا صالحا تقيا إذا رأيته ذكرت الله، ساعتها تحمد الله على نعيم الدنيا.