إخوتاه ..
"واحتمال الأذى " فلا يتوقف الأمر عند كف الأذى، بل ينبغي أن تكون حليما، وهذه الصفة لم يعد لها ظهور في أيامنا هذه.
فالغضب سريعاً ما يتسلل إلى النفوس عند أقل موقف، والأصوات صارت عالية، والضغوط النفسية يعاني منها كل واحد، وليس ذلك إلا من جراء التكالب على الدنيا، وطلبها على غير الوجهة الشرعية بأن تصبح مطية للآخرة.
إخوتاه ..
إياكم والغضب فإنه جمرة من النار يلقيها الشيطان ليضل الناس، وقد أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال لمن سأله الوصية " لا تغضب " (?) فما زال يرددها عليه؛ إذ الغضب ملاك كل شر.
فينبغي ألا تسير خلف جهل الناس، بل لا يزيدك جهل الناس إلا حلما، تتحمل الأذى فالصبر مفتاح الفرج، والصبر ضياء، وليكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدوتك، تذكر كيف تحمل الأذى وصبر.
روى البخاري أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر بعض الأنبياء وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنَّهم لا يعلمون. (?)
قال بعض الشراح: يحدث عن نفسه لما آذاه الناس بالطائف، وقد لبث فيهم شهرًا يدعوهم فما آمن به أحد، ولم ينته الأمر عند ذلك حتى سلطوا عليه السفهاء ليضربوه بالحجارة ـ بأبي هو وأمي ـ فضربوه حتى أدمى عقبيه، فجلس ليتقي الحجارة فضربوه