مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الحشر/9]
نعم هذه هي القضية، إمَّا بذل وإيثار، وإمَّا شح النفس التي لا ترضى أبدا.
قال - صلى الله عليه وسلم -: " لو أنَّ لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب" (?)
أريدك أن تعطي أخاك من جهدك، تؤثر أخاك على نفسك، فيورث ذلك في القلوب محبة لا تنقضي، فكيف يُتصور أن يبيعك هذا الأخ يوماً من الأيام؟ بل ستجد قلوبا صافية وودًا غامرًا، وانظر إلى إيثار السلف والتمس مسلكا على نهجهم.
جاء العيد فبعث رجل من السلف جارية إلى صديق له لتخبره أنه ليس عنده ما يكسو به عياله، فبعث الصديق إليه بصرةٍ فيها ستون دينارا لم يكن عنده غيرها، فجاء رجل للأول يخبره بأنَّه ليس عنده شيء فأعطاه الصرة التي أخذها، ثم بعث الصديق الثاني للرجل الثالث يخبره بأنه ليس عنده شيء فأعطاه الصرة فوجدها صرته بخاتمها هي هي، فمضى إلى صاحبه يستفسر فعلم بالأمر، فاجتمعوا وتقاسموها كل أخذ عشرين دينارا.
إخوتاه ..
أسألكم بالله ألم يكن هؤلاء بشراً مثلنا، فبماذا فضلوا علينا؟ نعم إنَّه الإيمان ومعرفة الله ورسوله والامتثال للأمر واجتناب النهي، فهؤلاء هم الذين تمثلوا الإسلام واقعاً حياً لا مجرد كلام.
إخوتاه ..
" كف الأذى " بمعنى ألا يتعرض أخوك لما يضره بسببك، فتحفظ جوارحك عنه