إخوتاه ..
إننا نعاني اليوم في هذا العصر المادي الملوث من سوء الأخلاق، فأنت تلمح في واقع هذه الأمة من الصور السيئة ما يندى له جبين المرء خجلا، انظر إلى قاموس الألفاظ السيئة والبذيئة الذي شاع بين الناس الآن بسبب الإعلام والأغاني التافهة والانصياع وراء التدمير الأخلاقي الذي يشنه أعداء هذه الأمة على أفرادها من واقع الغزو الثقافي والفكري.
انظر إلى المرأة الحيية الرقيقة العفيفة وقد علا صوتهاـ اليوم ـ وتلفظت بما يخدش الحياء، وسارت كاسية عارية، وشابهت الرجال في كل شيء كما خدعوها، سوء أخلاق وإهمال في التربية تولد عنه ما نحن فيه من البلاء المستطير.
انظر لفضائل الأخلاق وقد هُجِرت، وألقيت في واد سحيق، فأين الجود والعلم والحلم والوفاء والمروءة والشهامة والشجاعة والبذل والصبر؟!!
أين الألفاظ الكريمة؟!! أين التواصل والتحابب والمواساة؟!! كلمات لا يعرف لها الوجود إلا اسمها.
وإنَّما الأمم الأخلاق ما بقيت ....... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أرأيت لماذا هذه الانتكاسة الخطيرة لأمتنا؟ لأن هذه الأخلاق الحميدة افتقدها واقع المسلمين وحل محلها من سوء الخلق ما تقشعر له الأجساد من فرطه، شماتة وأذى وتحامل وحسد وغيبة ونميمة وبغض وتشاحن وتقاطع وحب النفس وعبودية الذات وأنانية مفرطة وعجب، فاللهم الطف بنا، ولا تعجل بهلاكنا.
إخوتاه ..
" بذل الندى " أين الكرم والإيثار في واقع حياتكم؟!!
في وصف الأنصار قال تعالى: " وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ