فقال له: استخلفت غيرها. قال: من أين يا شيخ، ومن يزوج مثلى!! وأنا لا أملك إلا ثلاثة دراهم.
قال: أنا أزوجك ابنتي ثم عقد له ومضى إلى بيته.
يقول عبد الله: فما بلغت البيت حتى دقَّ الباب.
قلت: من؟ قال: سعيد، فخطر ببالي كل سعيد إلا ابن المسيب ففتحت الباب فإذا هو سعيد بن المسيب ثم تنحى فإذا خلفه ظلام.
قال: هذه زوجتك أحببت ألا تبيت عزباً، ودفعها وأغلق الباب ".
آه .. أين من هو مثلك يا ابن المسيب، هل هذا في عرفنا زواج؟ أين العرف؟ أين الشقة؟ أين المهر؟ أين القائمة؟ أين المؤخر؟ … الخ.
إذا ذكر السلف بيننا افتضحنا كلنا، فاللهم رحماك بضعفنا.
إخوتاه ..
لقد كان أحب إلى أحدهم أن يمد أخوه يده في جيبه، ويأخذ ما يشاء من ماله وما يملك.
ففي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: أنَّ فتحاً الموصلي جاء إلى منزل صديق له يقال له: " عيسى التمار "، فلم يجده في المنزل .....
فقال للخادمة: أخرجي إليَّ كيس أخي، فأخرجته ففتحه، وأخذ منه درهمين، فجاء عيسى فأخبرته الخادمة بمجيء فتح وأخذه الدرهمين. فقال: إن كنت صادقة فأنت حرة لوجه الله فنظر فإذا هي صادقة فأعتقها فرحًا بصنيع أخيه.
ما رأيك لو حدث ذلك معك؟ أكانت فرحتك مثل فرحته؟ وهل يكون فعلك مثل فعله؟ أجب ولماذا؟ الل يعلم السر وأخفى.