قال محمد بن خالد قلت لأبى سليمان الداراني: يكون الرجل بإفريقية والآخر بسمرقند وهما أخون: قال: نعم.

قلت: وكيف ذلك؟ قال: تكون نيته متى لقيه واساه، فإذا كنت نيته كذلك فهو أخوه.

إخوتاه ..

أين الإيثار؟!! أصار نادرا حتى لا وجود له، لماذا ضاعت منا تلك الأخلاقيات السامية؟

كان الإمام أحمد يقول: إنِّي لألقم اللقمة أخا من إخواني فأجد طعمها في حلقي.

وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قد قالها قبل حين نزل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيمة أم معبد فحلبت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشرب.

يقول أبو بكر: فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ارتويتُ.

قال تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ " [البقرة / 207] وما أجمل هذا التعبير " يشرى نفسه " فمن ذا يبيعها الآن؟

كان - صلى الله عليه وسلم - يبيت طاويا ثلاثة أيام متتالية، ولو أراد شبعاً لوجد، لكنه كان يؤثر الناس على نفسه، كيف لا وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فكان يسد خلتهم، ويقضى حاجتهم، يسأل عن كبيرهم، ويعطف على صغيرهم - صلى الله عليه وسلم -.

إخوتاه ..

كان الإيثار في سلفنا سجية، ونحن ـ الآن ـ نعدم وجوده ولو في الصورة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015