فقالت المرأة: يا رب .. اللقمة. فألقاه الذئب فقالت: لقمةً بلقمةٍ.

فثق أنَّ معروفك ستجزاه إنْ آجلا أو عاجلاً، والأيام دول فما يدريك فقد تبتلى بمثل بلاء أخيك، فقدِّم اليوم لغدك.

إخوتاه ..

كان سلفنا يتفانون في قضاء حاجات المسلمين.

يقول عبد الله بن عثمان (شيخ البخاري): "ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي، فإن تمَّ وإلا قمت له بمالي، فإن تمَّ وإلا استعنا له بالإخوان، فإن تمَّ وإلا استعنت له بالسلطان ".

وهذا على بن الحسين (زين العابدين) يدخل على محمد بن أسامة بن زيد فيجده يبكى لأنَّ عليه ديناً يقدر بخمسة عشر ألف دينار وقيل: سبعة عشر ألفاً.

فقال: هي علىَّ ولا دمعة من عينيك فهي أغلى من الدنيا وما فيها.

إخوتاه ..

هذا هو الحب في الله عند السلف الصالح، تجد الرجل منهم لا يلقى أخاه ربما شهرا أو شهرين. فإذا سأله شطر ماله أعطاه وواساه، وبذل له، وهو يشعر بأنَّ الذي أُخذ منه أحب إليه مما بقى، أما اليوم فالمفهوم مختلف تماما، والواقع المرير خير شاهد فالله المستعان.

إخوتاه ..

إنَّ روابط الأخوة تقرب البعيد وتدني القاصي، فما دامت النية الصالحة قائمة والإيمان يشمل الجميع فثمَّ وجه الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015