والملائكة والكواكب تعادى عبادتها وكونها [آلهة معبودة]، فتبغض من هذه الجهات وتعادى، مع وجوب الإيمان بالملائكة. /
وإذا قيل للنصارى نحن برآء من شرككم ومما تعبدون من دون الله وقد قال تعالى: {قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرًّا ولا نفعًا والله هو السميع العليم} [سورة المائدة: (79)] هذا بعد قوله: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام} [سورة المائدة: (75)]، فقد عبد المسيح وغيره، فالبراءة من كل معبود سوى الله كالبراءة من كل إله سوى الله، وذلك براءة من الشرك ومن كون ما سوى الله معبودًا، وليس هو براءة من المسيح من جهة كونه رسولاً كريمًا وجيهًا عند الله، بل براءة مما قيل فيه من الباطل لا من الحق، والمسيح والملائكة وغيرهم يتبرءون (¬*) ممن عبدوهم ويعادونهم ولا يوالونهم، قال الله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعًا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون -إلى قوله تعالى- أكثرهم بهم مؤمنون) [سورة سبأ: (40 - 41)] وقال: {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله} الآية [سورة الفرقان: (17)] وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} الآية [سورة القصص: (62)]، وقال تعالى: {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء} [سورة الكهف: (102)]، وقال تعالى: {أم اتخذوا من دونه