أولياء فالله هو الولي} [سورة الشورى: (9)]، وقال تعالى: {قل أغير الله اتخذ وليًّا} الآية [سورة الأنعام: (14)].
وهو سبحانه لم ينه عن موالاتهم دونه، فمن أحبهم ووالاهم لله فهو مؤمن موحد ومن جعلهم أندادًا وأحبهم كما يحب الله فهو مشرك، فالحب لله توحيد وإيمان، والحب كما يحب الله شرك وكفر. وكذلك الشفاعة قال تعالى: {ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع} [سورة السجدة: (4)]، وقال: {ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع} [سورة الأنعام: (70)]، وقال: {ما من شفيع إلا من بعد إذنه} [سورة يونس: (3)] وقال تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [سورة البقرة: (255)]، وقال: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سورة سبأ: (23)]، فتبين أنه لا تنفع شفاعة الملائكة والأنبياء ولا غيرهم إلا لمن أذن له حتى إذا قضى الأمر ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنه سلسلة على صفوان، / وصعقوا فلا يعلمون ما قال: {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سورة سبأ: (23)]، فحينئذ يعلمون ما قضى به، فكيف يشفعون بدون إذنه؟ قال الله تعالى: {بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} [سورة الأنبياء: (26 - 27)]، وقال {أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا} الآية [سورة الزمر: (43)]، وأوجه الشفعاء وأول شافع يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة -أحاديث الشفاعة-