والأنبياء إذا نفى عنهم كونهم آلهة معبودين تبين أن عبادتهم عمل باطل لا ينتفع به ولم ينف ذلك ما يستحقونه من الإكرام والإجلال وعلو قدرهم عند الله تعالى، والتبري من عبادتهم وكونهم معبودين لا من موالاتهم والإيمان بهم وقولهم {إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله} [سورة الممتحنة: (4)] أي ومن عبادتهم ومن كونهم معبودين، كما قال الخليل عليه السلام {يا قوم إني بريء مما تشركون} [سورة الأنعام: (78)]. فهو بريء من كل شريك بالله من جهة كونه جعل شريكًا وندًّا لله، ولم يبرأ منه من جهات أخرى. فإبراهيم لم يبرأ من الشمس والقمر والكواكب من جهة كونها مسخرة لمنافع العباد، وكونها تسجد لله وتسبحه، وكونها من آياته العظيمة، بل من جهة كونها شركاء لله وقوله: {إني بريء مما تشركون} وإن كان يقال: [ما مصدرية، أي من شرككم] فقد صرح في قوله {إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله} [سورة الممتحنة: (4)]، أي بريء من المعبودين من دون الله، وكذلك قوله {أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} [سورة الشعراء: (75 - 77)] أما الأوثان ونحوها فتعادى مطلقًا، والشمس والقمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015