ويخاف، ولا يخشى ويخاف غيره. وقال: {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله [سيؤتينا الله من فضله]} الآية [سورة التوبة: (59)] ففي الإيتاء قال: ما آتاهم الله ورسوله كما قال: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [سورة الحشر: (7)]، لأن الحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله، فما أعطاه الرسول للناس فهو حقهم بالقول والعمل، كالفرائض التي قسمها الله وأعطى كل ذي حق حقه، وكذلك من الفيء والصدقات ما أعطى فهو حقه، وما أباحه له فهو المباح، وما نهاه عنه فهو حرام عليه، فلهذا قال تعالى {ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله} [سورة التوبة: (59)]، ولم يقل هنا ورسوله لأن الله تعالى وحده حسب عبده أي كافيه، لا يحتاج الرب في كفايته إلى أحد لا رسول ولا نبي، ولهذا لا تجيء هذه الكلمة إلا لله وحده، كقوله: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم} الآية [سورة آل عمران: (173)]، وقال تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم} [سورة التوبة: (129)]، وقال تعالى: {وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره -إلى قوله- يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} [سورة الأنفال: (62 - 64)] أي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين كما قاله جمهور أهل العلم، ومن قال إن الله ومن اتبعك حسبك فقد غلط ولم يجعل الله وحده حسبه بل جعله وبعض المخلوقين حسبه وهذا مخالف لسائر آيات القرآن. وقال: {أليس الله بكاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015