ثم ما من مهمة يقوم بها الإنسان أو يُكلَّف بها لأداء واجبٍ من هذه الواجبات إلا ولها صفة الرعاية هذه، ويجب عليه أن يستشعر هذا المعنى وهو يؤديها، بأن يشعر بأنه راعٍ. وماذا يُنتظر من الراعي؟! هل يُنتظر منه سوى الحدَب والصيانة، والإخلاص والأمانة؟!.

وهل ضاعت الأمانة في حياة الناس إلا يوم غاب في حِسِّهم استشعار هذا المعنى تجاه واجباتهم؟!.

وهل فسدتْ أخلاق الناس وأحوالهم إلا يوم خَمَد في نفوسهم هذا المعنى تجاه المسؤولية؟!.

2- أن هذا السؤال عن الواجب وأداء الأمانة لا يُعفى منه أحدٌ من المكلَّفين أيضاً، فهو عامٌّ عموم الوظيفة والواجب.

ويَدخل في عموم السؤال هذا سؤال الله له، وسؤال الناس أيضاً، والسؤال في الدنيا، والسؤال في الآخرة، ولكن الأخير هو المهم.

إن هذه قاعدة أخلاقية أصيلة أساسية لاستصلاح أخلاق الإنسان وسلوكه، وإنّ اكتساب مكارم الأخلاق والبعد عن مساوئها إنما يتوقفان على القناعة بهذه القاعدة!.

* - قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء ... " 1. قاعدة أخلاقية تربوية قويمة، وقاعدة أساسية لا يُغني عنها سواها، ومِن ثَم جاءت هكذا عامّةً لتدخُل في كل عمل أو تصرّفٍ أخلاقيّ يقوم به الإنسان، ومطّردةً بحيث لا يُستثنَى منها حالة من الحالات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015