والحديث يُحدِّد أسباب سعادة الإنسان في حياته في الآخرة والأُولى، وكأنه يُلخّصها في شيئين:

أحدهما: إحسانه عبادة ربه؛ فيُخْلِص العبادة له، ويبتعد عن حرماته سبحانه.

الثاني: إحسانه معاملة عباد الله؛ فلا يأكل أموالهم ظلماً، ولا يُزْهِق أرواحهم عدواناً.

فمن تمّتْ له هذه الأمور الثلاثة التي حددها الحديث 1-الإخلاص، 2-طِيبُ المطعم،3-الابتعاد عن قتْل النفس المحرَّمة فقد تمّتْ له أهم أبواب إحسان عبادة الله وإحسان معاملة عباد الله، وكان سائراً على طريق الخير واستقامةِ الأخلاق.

* - قوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ... " 1. يحدّد مسؤولية الإنسان -كل إنسان- في هذه الحياة، وهي تتلخص في أمرين:

الأول: أنه راعٍ.

الثاني: أنه مسؤول عن رعيته.

والإعجاز الآسِرُ للعقول والقلوب معاً في هذا الحديث يتجلى في أمرين هما:

1- إنّ هذه الوظيفة راعٍ تستغرق البشر جميعاً، على اختلاف علائقهم وروابطهم ومهامهم، فلا يَفْلت منها أحدٌ أبداً، بدْءاً من الرسول صلى الله عليه وسلم -المتكلم بهذا الحديث- إلى أقل المكلفين في المجتمع الإنسانيّ!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015