وبهذا يُدرَك خطأ أنماطٍ من السلوك والمناهج التربوية عند بعض المربين الذين يخرجون عن هذا المنهاج الشرعيّ وعن هذه الغاية من التربية، حينما يُفْرطون أو يُفَرِّطون، أو يتّجهون إلى قلْع الخُلُق كلّيّاً، أو إهمال الجسد، أو المتطلبات الفطرية في الإنسان: الجسدية أو النفسية.
هدف هذا الموضوع:
إنّ الذي يأمُلُه، والذي قَصَده، كاتب هذه الأوراق المتواضعة هو:
- أن تكون محاولَةً عملية لنقْل الإنسان نحو الخُلُق الفاضل، والبعد عن مساوئ الأخلاق.
- وأن تكون هذه جزءاً من صيغةٍ تربوية أخلاقية لإصلاح الراعي والرعية1 -أيّاً كان مَوقِعهما- والكبير والصغير، والمثقف والمتعلم، والرجل والمرأة، والشاب والشابة؛ فإنّ هؤلاء جميعاً محتاجون في تعاملهم إلى مكارم الأخلاق، سواء أكان تعاملاً مع الله تعالى، أم مع الناس، أم مع النفس.
وإنّ جميع أولئك يبحثون عن فهْم طبيعة الأخلاق، وطريقة اكتسابها، والطريق إلى التحلّي بالفضائل والبعد عن الرذائل، ما داموا أُناساً أسوياء على الفطرة. أما غيرهم فليسوا مخاطبين إلا إذا بقيتْ لهم بقيةٌ من عقلٍ غيرِ مأسورٍ عن فهمِ الواجب، واكتساب الخُلُق الأفضل، والتحلّي بالحلة الأجمل، أعني بها الحلّة التي ينسجها الإنسان لنفسه بنفسه، ويَلبسها