أحد واضطراب أموره وتنغص عيشه، فهو أبداً يحب الأدبار لغيره ويبخل بنعمة الله على عباده كأنهم يأخذون ذلك من ملكه وخزانته، وهذا ليس له سبب ظاهر إلا خبث في النفس ورذالة في الطبع.

علاج مرض الحسد عن القلب:

اعلم أن الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ولا تداوي أمراض القلوب إلا بالعلم والعمل، والعلم النافع لمرض الحسد هو أن تعرف تحقيقاً أن الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين وأنه لا ضرر فيه على المحسود في الدنيا والدين بل ينتفع به فيمها.

أما كونه ضرراً عليك في الدين: فهو أنك بالحسد سخطت قضاء الله تعالى وكرهت نعمته التي قسمها بين عباده، وعدله الذي أقامه في ملكه بخفيّ حكمته، فاستنكرت ذلك واستبشعته وهذه جناية في حدقة التوحيد وناهيك بها جناية على الدين.

وأما كونه ضرراً في الدنيا: فهو أنك تتألم بحسدك في الدنيا أو تتعذب به ولا تزال في كمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015