الاخبار الطوال (صفحة 103)

فجعل بندويه يشتم كسرى، ويشتم أباه، ويذكر غدر آل ساسان، ونكثهم، ويقال كل ذلك لكسرى، فقال لمن حوله من وزرائه: يزعم بندويه ان آل ساسان غدره نكثه، وينسى نفسه في غدره بالملك، أبينا، حين دخل عليه مع أخيه بسطام، فألقيا العمامه في عنقه، ثم خنقاه بها ظلما وعدوا، ليتقربا بذلك الى، كأنه ليس لي بوالد.

ثم ركب الى الميدان، فمر ببندويه، وهو ملقى على قارعه الطريق، فامر الناس ان يرجموه بالحجارة، فرجموه حتى مات. وقال: هذه، حتى تأتي أختها.

يعنى ما اراد من الحاق بسطام بأخيه بندويه، ثم امر كاتب السر ان يكتب الى بسطام ليخلف على عمله ثقه، ويقدم مستخفيا ليناظره في بعض الأمر، ففعل بسطام ذلك، واقبل على البريد، فلما انتهى الى حد قومس استقبله مردان به قهرمان أخيه بندويه، فلما نظر اليه من بعيد رفع صوته بالبكاء والعويل، فقال له بسطام: ما وراءك؟ فاخبره بمقتل أخيه، فلم يجد مذهبا في الارض، فعدل الى من بالديلم من اصحاب بهرام.

وبلغ مردان سينه رئيس اصحاب بهرام قدوم بسطام عليه، ففرح بذلك، وخرج متلقيا له في جميع اصحابه، لشرف بسطام في العجم، وفضله، ثم أقبلوا به حتى انزلوه منزلا بهيا، وركب اليه اشراف تلك البلاد، فأقام عندهم آمنا، ثم ان مردان سينه ويزد جشنس والعظماء قالوا لبسطام: ما بال كسرى أحق بالملك منك، وأنت ابن سابور بن خربنداد من صميم ولد بهمن بن اسفندياذ، وانكم لاخوه بنى ساسان وشركاؤهم، فهلم نبايعك ونزوجك كرديه اخت بهرام، ومعنا سرير ذهب قد كان حمله بهرام من المدائن، فاجلس عليه، وادع لنفسك، فان اهل بيتك من ولد دار ابن بهمن سينحلبون إليك، وإذا قويت شوكتك، وكثر جندك، سرت الى الغادر كسرى، فحاربته، وحاولت ملكه، فان نلت ما تريد فذاك الذى نحب وتحب، وان قتلت قتلت وأنت تحاول ملكا، وان ذلك ابعد لصوتك، وانبه لذكرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015