الاخبار الطوال (صفحة 104)

فلما سمع بسطام ذلك الكلام اصغى اليه، وأجابهم الى ما عرضوا عليه، فزوجوه كرديه، وأجلسوه على سرير الذهب، وعقدوا على راسه التاج، وبايعوه عن آخرهم، ودعوه ملكا، وتابعه اشراف البلاد، وانحلب اليه جيلان والبير والطيلسان [1] ، وقوم كثير من اهل بيته من ناحيه العراق ممن كان يهواه ويهوى أخاه، حتى صار في مائه الف رجل.

فخرج الى الدستبى [2] واقام بها، وبث السرايا في ارض الجبل، حتى بلغوا حلوان والصيمرة [3] وماسبذان، وهرب عمال كسرى، وتحصن الدهاقين في الحصون ورءوس الجبال.

وبلغ ذلك كسرى، فسقط في يده، وعلم انه لم يأخذ وجه الأمر في قتله بندويه، فاخذ الأمر من قبل الخديعة، فكتب الى بسطام: انه قد بلغنى مصيرك الى الغدره الفسقه، اصحاب الفاسق بهرام، وتزيينهم لك ما لا يليق بك، ثم حملوك على الخروج على المملكة والعيث فيها والفساد من غير ان تعلم ما انوى لك، وما انطوى عليه في بابك، فدع التمادي في الغى واقبل الى آمنا، ولا يوحشنك قتل أخيك بندويه.

فأجابه بسطام: ان قد أتاني كتابك بما خبرت به من خديعتك، وسطرت من مكيدتك، فمت بغيظك، وذق وبال امرك، واعلم انك لست بأحق بهذا الأمر منى، بل انا أحق به منك، لانى ابن دارا مقارع الاسكندر، غير انكم يا بنى ساسان غلبتمونا على حقنا وظلمتمونا، وانما كان أبوكم ساسان راعى غنم، ولو علم أبوه بهمن فيه خيرا ما زوى [4] عنه الملك الى اخته خمانى.

فلما ورد كتابه على كسرى علم الا طمع فيه، فوجه اليه ثلاثة قواد في ثلاثة عساكر، كل عسكر اثنا عشر الف رجل، فنفذ العسكر الاول، وعليه سابور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015