والنقد بعد صدوره، ومن أبرز تلك الدراسات حول الكتاب مقال (قراءة في أوراق الإصلاح العربي) 'الحرية أو الطوفان' مواجهة مع ميراث الاستبداد والطغيان: بقلم محمد أبو رمان ..

29/ 9/2005 مجلة العصر ..

وجاء فيه (يمثل جزء كبير من التراث والفقه السياسي الإسلامي عقبة رئيسة أمام تقدم حركة الإصلاح العربي اليوم، وعلى الرغم من الجهود التي بذلت طيلة القرن الماضي للتغلب على ما في هذا التراث من قيم وأحكام وأدبيات - تختزل المفاهيم والممارسة السياسية في علاقة الطاعة والخضوع للحاكم وتكرس الاستبداد- إلاّ أنّ تأثير هذا التراث السلبي ما زال حاضرا بقوة في الحس الإسلامي العام، ولما تستطع بعد كل المحاولات المبذولة هدم هذا الجدار الثقافي والنفسي الذي بناه التراث والخبرة التاريخية الإسلامية ضد إقبال الناس على ممارسة سياسية سليمة، بل على النقيض من ذلك فإن السياسة لدى التيار الشعبي العريض من الناس بمثابة الشجرة الملعونة التي يحظر الاقتراب منها. وهذا الانطباع السائد لا يقف عند حدود الثقافة الشعبية ودلالاتها، لكن أيضا لدى النخب المثقفة التي تحمل وعيا حذرا اتجاه الموضوع السياسي. من هنا يعتبر اتجاه عريض من الباحثين والمفكرين أنّ أحد أهم شروط مضي حركة الإصلاح السياسي العربي قدما، وضمان اكتسابها القاعدة الاجتماعية والشعبية المطلوبة يتمثل في التخلص من الظلال والعبء الذي يضعه هذا التراث أمام مسيرة هذه الحركة وتطورها، الأمر الذي يتطلب مجهودا فكريا ومعرفيا كبيرا يقوم على إعادة بناء أحكام الفقه السياسي الإسلامي التي عكست الخبرة التاريخية العربية، أكثر مما عكست منطق الوحي الرباني من ناحية، وغربلة التراث الإسلامي - من ناحية أخرى- بما يكفل نقده نقدا منهجيا موضوعيا ثم إعادة توظيفه بما يخدم حركة الإصلاح ويدفعها إلى الأمام.

في هذا المجال بذلت جهود كبيرة في القرن الماضي، خاصة مع جهود الإصلاحية العربية الأولى، وقد بدأ هذه الجهود جمال الدين الأفغاني ورفيقه محمد عبده وتلميذه رشيد رضا وخير الدين التونسي ومعهم عبد الرحمن الكواكبي، إلاّ أن هذه الجهود لم تصل إلى النفوذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015