وهي رؤيا الشيخ التي أشرت إليها في حاشية مقدمة الكتاب دون أن أقصها، وكان قد حدثني بها حين زرت الأخوة في أمانة معاذ الخيرية بمدينة برمنغهام في بريطانيا سنة 2003م، قبل طباعة الكتاب، وصليت الجمعة هناك، فأخبرني الشيخ عبد المجيد أنه رأى رؤيا قبل صلاة الجمعة: بأنه جاء للمسجد فإذا أنا أصلي بالناس إماما، ثم قمت فخطبت فيهم، فقال رجل: ألا تخشى أولئك ويشير بيده نحو أهل الخليج والجزيرة العربية؟
فقلت له:"مَنْ أَسْخَطَ النَّاسَ بِرِضَا اللَّهِ كَفَاهُ النَّاسَ، وَمَنْ أَرْضَى النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ "! (?)
فقام آخر فقال: ما ذكرته هو الحق وقد سبقك إليه الإمام الغزالي صاحب كتاب (إحياء علوم الدين) ... الخ!
فلما فرغ الشيخ عبد المجيد من قص الرؤيا قلت له: لعل الرؤيا بشرى خير! فأنا عاكف على مراجعة مسودات كتاب (الحرية أو الطوفان)،وقد يكون له من الشهرة والأثر في إحياء الخطاب السياسي الإسلامي ما كان لكتاب الغزالي من شهرة وأثر في إحياء علوم الدين، بعد حالة الانحطاط الروحي التي عاشها المسلمون في عصره!
كما استنبطت من الرؤيا من هم الذين سيتصدون للخطاب السياسي الإسلامي الراشدي الذي بشر به الكتاب، وأن أدعياء السنة هم أول من يحاربون الخطاب الراشدي ويذودون عن المحدثات وعن سنن الملك العضوض باسم السنة وسلف الأمة!
وبعد تلك المقابلة مباشرة قرر الملأ ضرورة محاصرة هذا الفكر!
وفي الرؤيا إشارات لم يقع تأويلها بعد!
لقد كانت دعوتي للثورة من منظور شرعي استجابة طبيعية للظروف التي جعلت من الثورة خيارا وحيدا، بعد أن فشلت كل المحاولات الإصلاحية في العالم العربي للخروج من هذا المأزق التاريخي، وآل أمر كل قيادات الإصلاح إلى السجون والمعتقلات، وسدت أمامهم كل الأبواب والطرقات، وقد أدرك عدد من نقاد كتابي (الحرية أو الطوفان) أبعاد الدعوة وأسبابها، كالكاتب الكبير فهمي هويدي، وغيره ممن تعرضوا للكتاب بالدراسة