الأستاذ المفكر ... ،والدكتور الفاضل ... ولم نترك بلدا نستطيع الوصول إليه إلا ذهبنا إليه ندعو إلى ضرورة الإصلاح وتهيئة الشعوب للتغيير السلمي أو الثوري عند الضرورة!

وهو ما عبرت عنه صراحة سنة 2003م في كتابي الحرية أو الطوفان (ص 358) بقولي (وإن هذا الخطاب - الراشدي المنزل - لن يتحقق إلا بمواجهة الخطاب المؤول والمبدل فكريا، ثم بالعمل على نشره ودعوة الأمة وحكوماتها إلى تبنيه بالطرق السلمية؛ لتبادر الحكومات نفسها إلى إصلاح الأوضاع وتدارك ما فاتها، وإلا فالواجب العمل على تغييرها بكل وسيلة ممكنة، سواء بالعمل السياسي السلمي أو بالعمل الثوري؛ إذ بقاؤها بقاء للاستعمار، ولا سبيل إلى زواله إلا بزوالها)!

وأمضينا نحوا من ثمان سنين (2003 - 2010م) قضيناها في الترحال لا يقر لنا قرار، نستنهض همم الرجال، في كل بلد عربي، وفي كل مؤتمر عام أو خاص، ندعوهم للنهضة والعمل من أجل التغيير، ومن أجل الحرية والتحرير، فكان أكثرهم يعجبه الرأي، ويستبعد إمكانية حدوثه!

وكان للشيخ العلامة سفر الحوالي - شفاه الله - موقف مشرف فقد كان من أكثر الدعاة اهتماما بالدعوة للإصلاح والتغيير، وقد دعاني للقاء حين قدومي للعمرة سنة 2004م، ولم يتيسر لي اللقاء به، فتجشم عناء الحضور للمطار في جدة قبل مغادرتي، وكان معه الدكتور الفاضل عبد الرحمن النعيمي من قطر، وكان برفقتي الشيخ محمد ... ،وقد أثنى الشيخ سفر على ما ندعو إليه وعلى كتاب الحرية أو الطوفان وقال لي (هذا الكتاب فتح، وقد وفقك الله في تأليفه، ولم يؤلف في هذا الباب كمثل هذا الكتاب .... الخ)،وأخبرته عن قيامنا بالتحضير للإعلان عن (حزب الأمة) في الكويت، وأنه حزب سياسي سلمي وأنه ... !

ففرح بهذه الخطوة فرحا شديدا، فكان من أبعد الشيوخ نظرا، وأسدهم رأيا، وأعظمهم همة وعزيمة!

كما اتصل بي أحد الدعاة المشاهير سنة 2005م وأخذ يثني على كتاب (الحرية أو الطوفان) ويصفه بأنه (كتاب العصر وأنه لم يؤلف مثله ... الخ) وأخبرني بأن وزارة الداخلية في بلده كلفت لجنة من خمسة أساتذة للاطلاع على الكتاب وكتابة تقرير عنه!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015