الحركات الجديدة التي خرجت عن السيناريو المرسوم للجميع، والتي لم تدرك طبيعة التحالف الحركي الإسلامي التقليدي والنظام العربي الرسمي!

ووصل الحال ببعض الحركات الإسلامية التقليدية على اختلاف توجهاتها في الخليج والجزيرة العربية أن مضت في تحالفاتها مع الحكومات حتى في ظل الحرب الصليبية الجديدة على العراق، والتي سقطت بعدها دول الخليج والجزيرة العربية من جديد تحت احتلال عسكري مباشر، ليتم توظيف التيار الإسلامي الرسمي والشعبي فيها مرة أخرى لا لمواجهة التيار الشيوعي أو القومي، بل لمواجهة التيار الإسلامي الرديكالي الرافض للاحتلال الأمريكي والحكومات الحليفة له!

وعاد قطاع واسع من التيار الإسلامي التقليدي المتحالف مع الأنظمة يصارع طواحين الهواء لا لمشروع سياسي إسلامي بديل، بل لصالح الأنظمة الحاكمة وللاستعمار الذي فرضها وحماها، كما بدأ صراعه مع التيار الليبرالي الذي انتعش في ظل سيطرة أمريكا على المنطقة، وبدأ الاستنفار الدعوي لخوض حروب وهمية، لا من أجل المشروع الإسلامي، إذ ليس لديهم مشروع أصلا، بل من أجل تكريس الواقع نفسه، الذي يعترفون بمشروعيته، مع أن دهاقنته وسدنته ليبراليون علمانيون مستبدون مدعومون من الاستعمار الغربي!

وظل المستفيد من كل هذه الصراعات القديمة الجديدة هو النظام العربي الرسمي المستبد، وحليفه الغربي المحتل، وظلت الأمة تدفع ثمن هذا الصراع الذي يكرس الواقع أكثر فأكثر!

وقد قلت في الكلمة تلك لو وجدت الأمة في الخطاب الإسلامي دعوة إلى العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بالعدل، لما اجتاحت الشيوعية والاشتراكية العالم العربي في الخمسينات والستينات من القرن العشرين!

ولو وجدت الأمة في الخطاب الإسلامي دعوة إلى الوحدة ونضالا من أجلها، لما اجتاحت القومية العربية العالم العربي من المحيط إلى الخليج!

وها نحن نقع في الخطأ نفسه فالشعوب تتطلع إلى الحرية والخروج من هذه الحال البائسة، وإذا لم يستطع التيار الإسلامي أن يقدم حلا ورؤية لموضوع الحرية، فستجتاح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015