محمد ... ممثلين عن .... ! وقد اجتمعوا على اختلاف توجهاتهم - وسأترك تفصيل ما جرى لكتاب آخر - يحدوهم الإخلاص والصدق، وتنقصهم الرؤية والمشروع والعزيمة!

وقد طلب مني أن أعد ورقة وتصورا للمخرج من الأزمة، فتحدثت في أول لقاء نحو نصف ساعة عن واقع المنطقة العربية، وعن تورط التيار الإسلامي بتحالفات مشبوهة شلت قدرته عن الحراك والتغيير، وعن فقدانه للرؤية والمشروع، وعن عجز قياداته عن العمل والمبادرة!

وقد تحدثت عن بداية التحالف الإسلامي مع النظام العربي الرسمي منذ مشروع الرئيس الأمريكي آيزنهاور سنة 1957م (مبدأ آيزنهاور) الذي تعهد فيه بحماية دول الشرق الأوسط من الشيوعية وحلفائها، وتبع ذلك تقديم دعم مفتوح لبعض الجماعات إسلامية، التي كانت تتعرض للاضطهاد في بلدانها، وتم توظيفها من حيث لا تشعر لمواجهة المد القومي الناصري، وتم تأسيس نواة ذلك المشروع الأمريكي لمواجهة الأيديولوجيا الشيوعية بأيديولوجيا عقائدية، وهو ما تفتقده الحكومات العربية الحليفة للولايات المتحدة، فرأت أمريكا ضرورة الاستفادة من التيار الإسلامي ليقوم بالمهمة، دون أن يصل إلى السلطة، وكان ترتيب ذلك التزاوج المشبوه قد تم في دول الخليج العربي وباكستان والمغرب والأردن، ثم بعد وصول السادات للحكم صار فجأة (الرئيس المؤمن)! وتم ترتيب التحالف مع الحركة الإسلامية فيها، وفتح الطريق أمامها للقيام بدورها في مواجهة الشيوعية والقومية، بدعم مصري رسمي، وازدادت العلاقة تشابكا بين الأنظمة العربية الحليفة للولايات المتحدة من جهة، وبعض الحركات الإسلامية من جهة أخرى، من المغرب إلى الباكستان، حتى إذا توج هذا التحالف بحرب تحرير أفغانستان من الروس، وبإسقاط الحكومة الشيوعية في عدن، في العقد الأخير من القرن العشرين، فإذا الولايات المتحدة وحكومات المنطقة تقلب لهم ظهر المجن، فقد انتهى دورهم ومهمتهم، ويجب إعادتهم للقمقم من جديد، وبدأت المواجهة لكل من يخرج عن الخط المرسوم أمريكيا، وفتحت المعتقلات لعشرات الآلاف في مصر وتونس والجزائر والمغرب والسعودية الخ خاصة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015