فقلت لهم: سقوط بغداد نهاية عصر وبداية عصر، وستظل تداعيات الحدث قائمة حتى يسقط النظام العربي كله، وستشهد المنطقة ثورة عارمة خلال عقد من الزمن!
وقد أقسمت في لقاءات كثيرة بأنه لا كفارة للأنظمة العميلة على خيانتها لبغداد والعراق إلا بسقوط هذه الأنظمة وقيام أنظمة تعبر عن الأمة وإرادتها!
لقد سقط الخطاب الديني المشوه، وسقط معه رجل الدين الممسوخ، سقوطا لن تقوم له بعده قائمة بعد تحالفه مع الاستبداد ثم الاستعمار، إلا أن المشكلة هي في الخطاب الإسلامي البديل كيف سيكون! وكيف سيتشكل! ومن الذي سيحمله! وكيف يمكن مواجهة هذا الواقع الذي فرضه الاحتلال وحلفاؤه؟
هذا ما وقف المخلصون أمامه كتحد جديد خارجي وداخلي، وكان التداعي بينهم لأول لقاء سري، في سنة 2004م في مدينة ... للتدارس في الأزمة التي تعيشها المنطقة العربية بعد سقوط بغداد، حيث كان مشهد سقوط النظام العربي الرسمي مروعا، فلم تكن هناك حكومات حقيقية، بل دمى يحركها سفراء الولايات المتحدة الأمريكية، في كل المنطقة العربية!
ـــــــــ
عدم وجود فهم حقيقي للشرع وللواقع عند الحركات الإسلامية:
لقد تداعى الإسلاميون المصلحون بعد سقوط بغداد سنة 2003م، لتدارس المخرج بعد حدوث هذا الزلزال الذي كشف المنطقة عسكريا وسياسيا وفكريا!
وبدأت اجتماعاتهم السرية للتحضير للقاء يضم قيادات العمل الإسلامي في المنطقة، وكان ممن ساهم في التحضير له كل من:
الدكتور إبراهيم ...
والدكتور عبد الرحمن ...
وكان أول لقاء لتلك القوى على اختلاف توجهاتها الفكرية والتنظيمية في مدينة ... سنة 2004م، وقد شاركت في الإعداد له، وكنت حينها الأمين العام للحركة السلفية في الكويت، وكان بصحبتي الدكتور ... ،كما حضر من الكويت المهندس محمد ... والمحامي