قطعا لا يوجد ما يمنع أمريكا من ذلك فشعوب المنطقة لا ترفض مثل هذه الإصلاحات السياسية بل تتوق إليها، كما لا تتعارض هذه الإصلاحات مع دين المجتمع وقيمه الحضارية، إذ الشورى السياسية وحق الأمة في اختيار السلطة ومشاركتها الرأي ومحاسبتها كل ذلك من مبادئ أصول الحكم في الإسلام وهي مبادئ مشتركة بين الإسلام والديمقراطية، فلم تغض الإدارة الأمريكية الطرف عنها مع أهميتها وخطورتها والتي هي الأساس لأي عملية إصلاح سياسي واقتصادي وتنموي وتشغلنا بدلا من ذلك بحقوق المرأة السياسية؟!

أعلم أنها أسئلة يصعب الإجابة عنها ولن يستطيع الليبراليون الخليجيون الإجابة عنها لأنهم هم أول من رفضوا دعوة الحركة السلفية إلى التعددية السياسية قبل ثلاث سنوات بدعوى أن الوقت لم يحن بعد فما زالت الشعوب في نظرهم قاصرة لتتمتع بحقوقها السياسية؟!

وسيجد سدنة العهد الأمريكي الجديد أن كل ما يبشروننا به من تهيئة المنطقة للعصر الديمقراطي ليس سوى خدعة كبرى وكذبة باردة في ليلة شاتية، لأنه كما جاء في الحكمة القديمة إنك لا تجني من الشوك العنب! فكل الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية منذ نصف قرن هي أنظمة دكتاتورية استبدادية عسكرية كانت أو ملكية، ولم نجد نظاما واحدا منها نجح في تطوير ممارساته السياسية طوال تلك المدة، ولا يهم أمريكا أن تتحول الحكومات الحليفة لها إلى أنظمة ديمقراطية بقدر اهتمامها بأن تظل مستعمرات أمريكية بشرط المبادرة إلى إقرار حقوق المرأة السياسية ولا عزاء للشعوب الخليجية؟!) انتهى المقال!

وقد قال ريتشارد بيل في ذلك اللقاء مع أعضاء المكتب السياسي للحركة السلفية: عليكم أن تحددوا موقفكم هل أنتم مع الإرهاب أم ضده؟

فقلت له: علينا أن نتفق على مفهوم الإرهاب أولا وهل تعدون ما يقوم به إيريل شارون من حرب على الشعب الفلسطيني إرهابا أم لا؟ وهل للشعوب الحق بمقاومة الاحتلال الأجنبي أم لا؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015