لقد جاء احتلال أمريكا للعراق سنة 2003م فكان الزلزال الذي هز ضمير شعوب العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، وكشف آخر أوراق التوت عن سوءة النظام الرسمي العربي الذي تشكل بعد كامب ديفيد، وهزني سقوط بغداد كمواطن عربي مسلم من الأعماق، وظهر لي إلى أي مدى خطير بلغ فساد الخطاب الديني في العالم العربي!
وعبرت عن حزني بقصيدتي يوم سقوط بغداد:
بغداد عذرا ومثلي كيف يعتذر! والروم تحشد من أرضي وتأتمر!
وقد دعوت في آخرها إلى الثورة وتغيير هذا الواقع البائس!
يا أيها العرب الأحرار هبوا فما ينجي من الموت لا خوف ولا حذر
دكوا العروش التي أضحت بلا شرف وأشعلوا النار فيها إنها الخطر
وقد أصدرنا قبيل شن الحرب على العراق بيانا باسم الحركة السلفية ندين فيه هذه الحرب الاستعمارية الجديدة التي سيكون ضحيتها العراق وشعبه وليس النظام فقط، بل والعالم العربي كله، فإذا المستشار السياسي للسفير الأمريكي في الكويت ريتشارد بيل يطلب لقاء معنا من خلال الاتصال برئيس المكتب الإعلامي للحركة آنذاك الدكتور ساجد العبدلي، وزارنا وتم اللقاء بتاريخ 31/ 12/ 2002م وبحضور أعضاء المكتب السياسي في الحركة السلفية، وأخذ يتحدث بلهجة غاضبة كيف يصدر بيان ومن الكويت ضد الولايات المتحدة التي حررت الكويت!
وقلت له بأن الكويت لم تتحرر بعد وقد حولتم الخليج العربي كله إلى قواعد عسكرية لكم، تشنون حروبكم الاستعمارية منها على العالم العربي والإسلامي، ونحن من يدفع فاتورة هذه الحروب اقتصاديا وسياسيا وأمنيا!
ودار حديث طويل تم نشره حينها في صحيفة الرأي العام وغيرها من الصحف، وكتبت مقالا في صحيفة الرأي العام حول تلك الزيارة بتاريخ 21/ 5/ 2003م بعنوان (أمريكا ونساء الخليج)!
حيث جاء فيه (لم كل هذا الاهتمام الأمريكي بحقوق المرأة السياسية في منطقة الخليج العربي؟ وهل يعقل أن يكون المدخل الصحيح للإصلاح السياسي الديمقراطي البدء بحقوق