صورته، ومؤسسات عدلية تجعل من الظلم عدلا في عيون الشعوب المنكوبة، واستقلال صوري تحت نفوذ أجنبي!

ضرورة الحرية والتحرر من الاستبداد والاستعمار:

وازداد إيماني بضرورة الحرية والتحرر من الاستبداد والاستعمار، وازددت يقينا أننا لسنا سوى عبيد بلا أغلال بل وعبيد بالأغلال، حيث نرسف في أبشع صور العبودية من حيث نظن أن هذه هي الحرية!

لقد شاعت أجواء الهزيمة والانهزامية في الوسط السياسي الإسلامي والقومي والليبرالي على حد سواء، وكان أقصى أماني تلك التيارات في العالم العربي كله - إلا في حالات استثنائية لبعض الفصائل هنا أو هناك أو بعض قياداتها العصية - أن يحالفوا الأنظمة ويركبوا القاطرة، وبدأ التنظير لمد الجسور مع الأنظمة، وسقط الرهان على الشعوب وقدرتها على التأثير والتغيير، وكان الليبراليون يتطلعون إلى ديمقراطية تفرضها أمريكا على حكوماتهم التي تقع فعلا تحت الاحتلال الأمريكي!

والإسلاميون يريدون من حكوماتهم التي تحالفوا معها أن تقيم الإسلام وإن كانت تحت الاحتلال الأمريكي!

فصار الليبراليون يطمعون في حرية وديمقراطية في أوطان هي أصلا بلا سيادة ولا استقلال ولا حرية!

والإسلاميون يريدون أن تحافظ حكوماتهم تحت الاحتلال الأمريكي على الإسلام الافتراضي وعالمهم الخيالي الخاص بهم الذي لا وجود له على أرض الواقع السياسي!

وقد كنت التقيت في مؤتمر الوحدة الإسلامي في الكويت قبل سنوات بسيف الإسلام حسن البنا، وكانت حركة كفاية قد بدأت نشاطها في الشارع المصري آنذاك، ولم يكن يعيقها سوى سلبية التيار الإسلامي العريض، فقلت لسيف الإسلام: كيف وصل الحال بكم أن تتراجعوا عن قيادة الشعب المصري في مواجهة هذا النظام حتى قادته حركة كفاية مع أنكم كإسلاميين وبكل فصائلكم الأكثر شعبية؟

فقال: نعم لقد تأخرنا كثيرا وكنت أنصح الإخوان بالمبادرة في قيادة المعارضة ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015