• فكل ثورة لم تنتقل بالمجتمع انتقالا جذريا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فهي ثورة قاصرة بل لا يصدق عليها أنها ثورة حتى لو أسقطت نظاما وأقامت نظاماً آخر
• والفرق بين الثورة والفتنة أن الثورة صراع بين مشروعين سياسيين لإعادة تشكيل واقع المجتمع نحو الأفضل والفتنة صراع بين عصابتين للسيطرة على السلطة (وقد تكون العصابتان على حق أو على باطل أو على الدنيا)
• فجاءت الثورة اليوم لتنتقل بالعالم العربي وبالقوة الشعبية السلمية من حال التخلف والظلم والعبودية إلى التقدم والعدل والحرية واستعادة الكرامة
• وهي ثورة واحدة من شعوب تعيش مشكلة واحدة وتواجه تحديات واحدة وفي زمن واحد وبأسلوب واحد ولأسباب واحدة ولتحقيق أهداف واحدة لأنها أمة واحدة
• وإن لكل ثورة ثقافتها وقيمها وفلسفتها وأخلاقها وروحها وأثرها الاجتماعي السياسي والاقتصادي والفكري وقد بدت الثورة العربية كذلك وستطبع الواقع به
• فهي ثورة وصراع بين مشروعين مشروع التخلف والعبودية والطبقية والتجزئة والاحتلال الذي كان وراءه الاستعمار منذ كامب ديفد إلى سقوط بغداد وحصار غزة
• ومشروع المستقبل الذي يتطلع إلى التقدم والتحرر والحرية والمساواة والاستقلال والوحدة والنهضة ولهذا تمالئ عليها الجميع كل بأسلوبه للتحكم بها
• إن محاكمة حسني مبارك اليوم هي محاكمة لحقبة من تاريخ الأمة صنعه مؤتمر كامب ديفيد تم فيه تدجين الأمة كلها لمشروع الهيمنة للاحتلال وحلفائه
• وإن الثورة العربية المعاصرة هي ولادة جديدة للعالم العربي وقد جاءت بعد مخاض عسير عاشت الأمة فيه أحلك الظروف باحتلال العراق وحرب غزة
• لقد جاءت هذه الثورة العربية الواحدة بطبيعتها لا لتحرير العرب وحدهم بل لتلهم شعوب العالم كله وتلهب مشاعرهم نحو الحرية والعدل والمساواة
• إن أبرز ملامح هذه الثورة العربية التاريخية أنها بلا زعامة ولا قيادة ولا سيادة فهي ثورة أمة تجلت فيها أبلغ صور المساواة الإنسانية بين أفرادها