• بينما عدم إيمان شعوبنا في حقها في الثورة لأنها أصلا لا ترى حقا لها في الوطن والأرض فضلا عن السلطة فهي تعيش أزمة هوية عميقة مما جعلها سلبية وقد أدى ذلك إلا طغيان الطغاة حين اطمأنوا أن الأمة لن تثور عليهم فأفضى ذلك إلى عدم الاستقرار
• فلا إيمان الشعوب الغربية بالثورة أفضى إلى فتن واضطرابات بل هي أكثر استقرارا وقوة ولا إيمان شعوبنا بعدم حقها في الثورة أدى لاستقرارها وقوتها
• وأخطر ما تكون السلبية حين تفلسف باسم الدين وهنا تتعطل قدرات العقول عن الاستفادة من التجارب والسنن والنواميس فضلا عن العجز عن فهم الدين نفسه
• والتجارب الإنسانية المعاصرة أولى من التجارب التاريخية التي تختلف ظروفنا عن ظروفها فإذا ثبت أن التجربة مصدر معرفي صحيح فلا حرج من الاستفادة منها كالتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والتنافس بين أحزاب منظمة وفق برامج عمل تحقق مصالح الشعب
• والبديل عن التعددية هو الاستبداد والاستفراد بالسلطة من فرد أو فئة ولا طريق ثالث بينهما وتجربة لبنان ليست نموذجا بل طائفية وفساد وليست تعددية
• وهناك شروط كثيرة لتحقيق العدل فالحرية السياسية والتعددية والتداول السلمي للسلطة أحدها فقد توجد حرية وتعددية ولا يوجد عدل لتخلف الشروط الأخرى
• فلا حرية للمواطن في ظل وطن تحت احتلال ونفوذ أجنبي مهما سمح الاحتلال بحرية الصحافة والانتخابات كما هو حال مصر تحت الانتداب والعراق اليوم
• وجاء في الحديث عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف:58] (?)
فترك العمل والانشغال بالجدل سمة بارزة قبل الثورة التي قادها شباب لم يشغلهم جدل كما هو حال كثير من الدعاة
• إن الثورة في أي بلد هي هزة سياسية ينتقل بها المجتمع والدولة بالقوة من حال سلبية إلى حال إيجابية ومن حال الركود والموت إلى حال الحياة والتجدد