النبوية، فكانت دار إسلام بتحقق الشوكة والمنعة للأمة فيها، لتقيم فيها أحكام دينها والعدل الذي جاء به نبيها.

وكما قال ابن تيمية رحمه الله: (وَأَمَّا قِتَالُ الدَّفْعِ فَهُوَ أَشَدُّ أَنْوَاعِ دَفْعِ الصَّائِلِ عَنْ الْحُرْمَةِ وَالدِّينِ فَوَاجِبٌ إجْمَاعًا فَالْعَدُوُّ الصَّائِلُ الَّذِي يُفْسِدُ الدِّينَ وَالدُّنْيَا لَا شَيْءَ أَوْجَبَ بَعْدَ الْإِيمَانِ مِنْ دَفْعِهِ فَلَا يُشْتَرَطُ لَهُ شَرْطٌ بَلْ يُدْفَعُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ.) (?)

فالعناية بقوة الدولة أولى وأوجب، فإذا قويت الأمة قوي الإسلام، وإذا ضعفت ضعف، وما كان لتركيا أن تعود إلى المسرح الدولي من جديد بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، لولا استعادتها لقوتها وسيادتها واستقلال قرارها، وما كان ذلك ليتم لها لو كانت ضعيفة عسكريا واقتصاديا، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال:60] ..

فكان من أهم ملامح الحكم الراشد قدرته على حماية سيادة الدولة واستقلالها، والاستغناء عن أي دعم خارجي عسكريا كان أو اقتصاديا أو سياسيا.

-----------

ثالثا: تحقيق النهضة والتنمية في جميع المجالات:

وهو حجر أساس مشروعية استمرار السلطة حتى وإن كانت شرعية في إدارة شئون الدولة، إذ المقصود من انتخاب السلطة هو إدارتها لشئون الدولة، فإذا فشلت في ذلك فقد استحقت العزل والتغيير!

والإمارة ولاية ومسئولية كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:58]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015