يعملون بالكتاب والسنة، ويقومون بالقسط والعدل، ويزيلون الجور والظلم، فمن وصفه بصفات الملائكة أو الأنبياء أو غير ذلك من الصفات التي لا تليق به وبأمثاله من أئمة العدل، فقوله باطل مردود.
الوجه السادس: أن يقال قد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه»، ورواه الإمام أحمد وإسناده إسناد مسلم، وفي صحيح مسلم أيضًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه»، ورواه الإمام أحمد والترمذي وإسناد كل منهما إسناد مسلم ولفظهما: «لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له جهجاه»، وروى الإمام أحمد ومسلم أيضًا، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثيًا لا يعده عدًا»، وروى الإمام أحمد ومسلم عن أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
وهؤلاء كلهم رجال من بني آدم، وهم الآن في عالم الغيب، وسيخرجون إلى الوجود في آخر الزمان، وليسوا ملائكة مقربين ولا أنبياء مرسلين، ولا يأتون بدين جديد، فهل يصدق ابن محمود بخروجهم في آخر الزمان، أم أن خروجهم وخروج المهدي عنده على حد سواء؟! فإن حصل منه التصديق بخروجهم انتقض قوله في المهدي، وإن رد الأحاديث الواردة فيهم كما فعل ذلك في أحاديث المهدي، فتلك مكابرة واستهانة بالأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه السابع: أن يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر أمته بالتقاتل على التصديق بالمهدي والتكذيب به، ولم يأذن لهم في ذلك، بل إنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن سفك الدماء بغير حق، وشدد في ذلك، فقال في خطبته يوم عرفة: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» [رواه مسلم وغيره] من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبته يوم النحر: «ألا أن الله حرَّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت» قالوا: نعم، قال: «اللهم أشهد - ثلاثًا- ويلكم أو يحكم انظروا، لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض»، وفي صحيح البخاري أيضًا عن