عجلان فأتي به، فبكته وكلمة كلامًا شديدًا، وقال: خرجت مع الكذاب، فلم يتكلم محمد بن عجلان بكلمة إلا أنه يحرك شفتيه بشيء لا يدري ما هو، فيظن أنه يدعو، فقام من حضر جعفر بن سليمان من فقهاء أهل المدينة وأشرافهم فقالوا: أصلح الله الأمير محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدها، وإنما شبه عليه وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية، فلم يزالوا يطلبون إليه حتى تركه.
الوجه الرابع: أن يقال: إن الأحاديث الواردة في ذكر المهدي مشهورة عند أهل السنة والجماعة، وقد خرجها أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم كما تقدم بيان ذلك قريبًا، وقد ترجم لها كثير من المحدثين؛ قال عبد الرزاق في مصنفه: "باب المهدي" ثم ساق بعض الأحاديث والآثار الواردة في ذلك، وقال أبو داود في سننه "كتاب المهدي" ثم ساق بعض الأحاديث والآثار الواردة في ذلك، وقال الترمذي في جامعه: "باب ما جاء في المهدي" ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك، وقال ابن ماجة في سننه "باب خروج المهدي" ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك، وقال ابن حبان في صحيحه: "ذكر الخبر المصرح بأن القوم الذين يخسف بهم، إنما هم القاصدون إلى المهدي، في زوال الأمر عنه"، وقال أيضًا: "ذكر البيان بأن خروج المهدي إنما يكون بعد ظهور الظلم والجور في الدنيا، وغلبتهما على الحق"، وقال أيضًا: «ذكر الأخبار عن وصف المدة التي يكون المهدي فيها في آخر الزمان»، وقال أيضًا: "ذكر الموضع الذي يبايع فيه المهدي" وقد ساق في كل ترجمة ما يتعلق بها من الأحاديث.
وقال أبو السعادات ابن الأثير في "جامع الأصول" في ذكر أشراط الساعة: "الفصل الأول في المسيح والمهدي -عليهما السلام-" ثم ساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك، وقال أبو عبد الله القرطبي في التذكرة: "باب في الخليفة الكائن في آخر الزمان المسمى بالمهدي، وعلامة خروجه" ثم أورد بعض ما جاء فيه من الأحاديث.
وقال ابن كثير في "النهاية": " «فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان وهو أحد الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين»، وليس هو بالمنتظر الذي تزعمه الرافضة وترتجي ظهوره من سرداب سامراء، فإن ذلك ما لا حقيقة له ولا عين ولا أثر، ويزعمون أنه محمد بن الحسن بن العسكري، وأنه دخل