من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وروى الإمام أحمد أيضًا، والبخاري في الأدب المفرد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ويل للمُصرِّين؛ الذين يُصرون على ما فعلوا وهم يعلمون».
وأما قوله في صفحة (3): "وقدمت في الرسالة عقيدة المسلم مع المهدي".
فجوابه أن يقال: ما ذكر ابن محمود في شأن المهدي ليس من عقائد المسلمين، وإنما هو بدعة وضلالة قال بها بعض المستشرقين، وبعض المفتونين بأفكار الغربيين من العصريين، وتلقاها ابن محمود عنهم، وجعل لها ذيولاً وحواشي يرد بها أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويفند بها أقوال أهل العلم في إثبات خروج المهدي في آخر الزمان.
وأما قوله في صفحة (3): "ومنها أن جميع الناس من العلماء والعوام في كل زمان ومكان يقاتلون كل من يدعي أنه الإمام المهدي، لاعتقادهم أنه دجال كذاب، يريد أن يفسد الدين، ويفرق جماعة المسلمين، ويملأ ما استولى عليه جورًا وفجورًا، كما جري لكثير من المدعين للمهدية، ولن يزالوا يقاتلون كل من يدعي ذلك حتى تقوم الساعة، فأين المهدي والحالة هذه؟! ".
فجوابه أن يقال: ما زعمه من قتال العلماء والعوام لكل من ادعى المهدية في كل زمان ومكان ليس بصحيح، فقد ادَّعاها أناس كثيرون ولم يقاتلهم العلماء والعوام، وقد لقَّب المنصور العباسي ابنه محمدًا بالمهدي رجاء أن يكون الموعود به في الأحاديث، فلم يكن به، ولم يقاتله أحد من العلماء والعوام على تسميه بالمهدي، بل ولم ينكروا تسميته بالمهدي، وإنما قالوا ليس هو المهدي الموعود به في آخر الزمان.
وأما قوله: "ولن يزالوا يقاتلون كل من يدعي ذلك حتى تقوم الساعة".
فجوابه أن يقال: هذا من الرجم بالغيب، وقد قال الله -تعالى-: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}.
وأما قوله: "فأين المهدي والحالة هذه؟! ".
فجوابه أن يقال: إن المهدي سيخرج في آخر الزمان كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -صلوات الله وسلامه عليه-، وقد قال الله -تعالى-: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، وأما وقت خروجه على التعيين فلا يعلمه إلا الله، وقد جاء