فالتوحيد الذي هو أصل الأصول، له تأثير عظيم في ضبط الصحة وحمايتها، ومدافعة أكثر ما يطرؤ عليها من أمراض.
إذ سبب الأمراض في الغالب مخالفة أوامر الله في إسراف بأكل أو شرب وإقتراف معصية تحدث أوجاعاً في القلب أو البدن، كالزنا واللواط أو إطلاق النظر إلى ما لا يحل، والتولع بعشقه، ثم التحسر على صعوبته أو عدم تحصيله، أو الهيام به، مما يتأثر به القلب، ليشقى هو والبدن جميعاً، ويصاب بعلل شتى قد يكون من بعضها السل أو السرطان، وقد تزداد الآلام إذا انضم إلى ذلك صرف المال ولم يحصل المطلوب، فتزداد الحسرة وتتفاقم الأمراض، أو بما يولع به نفسه من المشروبات المسكرة والمخدرة التي يسترسل فيها طالباً الشفاء ببعضها من بعض والتعلل بها بفقدان الإحساس عما يجده من الحسرات على عدم تحصيل مطلوبه من مال أو رغبة أو معشوق، كالمسترسل في المعاصي، لما يجد فيها في صدره من الضيق والهم والغم، الذي يجعله يعاودها لعله يشفي غليله، كما قال شاعر هذا النوع:
وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها
فإن التوحيد الصحيح الخالص يقوي القلب على فعل الخير ويشرح الصدر ويجعل الإنسان متوجهاً إلى الله، متعلقاً به في جميع أموره، منصرفاً إليه بالحب والتعظيم