المجانب للحق المرتكز على التقليد المحض الذي ظهرت سوء آثاره ونتائجه هو الذي يجب رفضه، لا لكونه قديماً بل لكونه باطلاً فاسداً موروثاً عن تقليد.

والجديد أو المجدد إذا كان مرتكزاً على حق وينتج منه الخير والصلاح والفضيلة وتنعدم أو تقل معه الرذيلة، يجب قبوله ويعتبر تقدماً، لا لكونه جديداً ولكن لكونه صالحاً حسن النتائج نابغاً من عقيدة وإيمان.

فالإسلام قديم، يدعو إلى الأمانة بدل الخيانة، وإلى الوفاء بدل الغدر، وإلى النصح والإخلاص بدل الخيانة والنفاق، وإلى الصدق والبر بدل الكذب والفجور، وإلى العفة بدل الزنا، وإلى الاحتشام والتستر بدل العرى والتهتك، وإلى الإيثار بدل الأثرة، والإخاء والتعاون بدل الشقاق والتنافر، وينادي أن قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق، وعرض كل واحد عرض لأخيه تجب منه الغيرة عليه والغضب لأجله، ويفرض العقوبات الشديدة الرادعة لإصلاح البيوت وحفظ الأسر عن اختلاط الأنساب، بدل الفوضى الجنسية وضيعة الشرف والنسب.

فهل من العقل والإنصاف أن يرمي بالرجعية لهذا الأشياء، بحجة أنها تقاليد قديمة أكل عليها الدهر وشرب، وأن التمسك بها رجوع إلى الوراء؟

بالله عليكم هل التمسك بسورة الإسراء وغيرها كسورة النور، التي قال الله فيها {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا..} يكون رجعياً راجعاً إلى الوراء؟ أم الرجعي هو الراجع إلى الوراء السحيق خاصة، والقائل لمنزل سورة النور: نبذناها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015