اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} .
فجعل الله من لم يتأسى بهم متولياً عن هديه معرضاً عن ملته.
فليحذر عباد الله من ذلك.
ج) جماع الأمر فيما تقدم هو أن الناطق بالشهادتين معاهد لربه أن لا يتأله أحداً بأي نوع من أنواع العبادة، ولا ينقاد لحكم غيره، ولا يسير في الحياة على خلاف ما شرعه الله ورسوله.
فمن أحب غير الله معظماً مستسلماً لحكمه منفذاً لنظامه منقاداً لتشريعه، أو عطل حدود الله ولم يقم بأوامره ويحافظ على شريعته فهو خائن لله ورسوله، ناقض لهذا العهد العظيم، قاطع صلته بحبله المتين.
وفي ذلك يقول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .
ج) هو مخل بتوحيد الألوهية مناقض لملة إبراهيم عليه السلام ولا ينتفع مع استحسانه وقبوله وتنفيذه لمذاهب الطاغوت بشيء من أعماله.
كما قال تعالى {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ، عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً} ، وغير ذلك من الآيات.
ج) يرتفع إذا زكى نفسه بطاعة الله وشرفها بحمل رسالته وأخذ كتابه بقوة، والقيام بنصرة دينه ونشر شريعته، والوفاء بعهده، وحسن التصرف فيما أنعم الله به عليه من الجوارح والأحاسيس والقوى وسائر النعم، باستعمالها في مرضاته وإعلاء كلمته وقمع المفتري عليه.
فإن هو دس نفسه بالمعاصي وأساء التصرف فيما أنعم الله عليه ونبذ كتابه وراء ظهره وتقاعس عن أداء واجبه وحمل رسالته، فقد شابه البهائم.
ولذا شبه الله هذا النوع بالكلب والحمار، وقال تعالى {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} ، {أُولَئِكَ