ولهذا الحديث طريق أخرى، أخرجها ابن ماجه أيضًا إلا أنها باختصار جدًا من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن أبي حية عن علي رضي الله عنه قال: كنت ألدو الدلو بتمرة وأشترط أنها جلدة.
وأبو حية ـ بالحاء المهملة والياء المثناة من تحت ـ لا يعرف اسمه، وقال أحمد: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وسماه عمرو بن عبد الله، وصحح ابن السكن وغيره حديثه.
والجلدة هي: اليابسة اللحاء الجيدة قاله الهروي. وجاء من وجه أخر فيه بعض مخالفة، وقال أبو بكر الشافعي في فوائده المعروفة "بالغيلانيات": حدثنا الحارث بن محمد ـ يعني ابن أبي أسامة ـ حدثنا داود بن المحبر حدثنا عدي بن الفضل عن أيوب عن مجاهد ح وعباد بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه، كلاهما عن علي بن أبي طالب قال: أصابنا وأنا بالمدينة جوع شديد حتى مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعرف جهد الجوع في وجهي، فخرجت ألتمس العمل، فإذا أنا بامرأة من اليهود قد جمعت