المصلي: "السلام عليك" على طريق العرفان من أن المصلي لما استفتح باب المذكور بالتحيات أذن له في الدخول في حرم الحي الذي لا يموت فقرت عينه بالمناجاة نبه على أن ذلك بواسطة نبي الرحمن وبركة مبايعته فالتفت فإذا الحبيب حاضر ثم أقبل عليه قائلاً: السلام عليك إلى آخره، بل يحكي عن أبي العباس المرسي أنه قال؛ لو حجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين، ويشير لما ذهبنا إليه قول شارح المصابيح: أو يراه في الدنيا حالة الذوق، والانسلاخ عن العوائق الجسمانية كما نقل ذلك عن بعض الصالحين أنه رآه في حالة الذوق والشوق، وحكي عن قيس المجنون أنه قيل له: ندعو لك ليلى؟ فقال: وهل غابت عني ليلى فتدعى؟ قيل: أفتحبها؟ فقال: المحبة ذريعة الوصل وقد وقعت الوصلة، فأنا ليلى وليلى أنا.
وأما ما حكاه التاج بن عطاء الله في كتابه "لطائف المنن" عن بعض أصحابه قال: لما رجع الشيخ أبو الحسن الشاذلي من الحج أتى إلى الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام قبل أن يأتي منزله فقال له: الرسول صلى الله عليه وسلم يسلم عليك، فاستصغر العز نفسه أن يكون أهلاً لذلك. واتفق حضور محي الدين بن سراقة ـ يعني محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسين أحد أتباع ابن عربي، وأبو العلم ياسين أحد أصحاب محيى الدين ابن عربي، فقال أولهما للعز: ليهنكم ما سمعنا، والله إنا لنفرح أن يكون في هذا الزمن من يسلم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال العز: