الله يسترنا، فقال أبو الحسن: الله يفضحنا حتى يبين الحق من الباطل، ثم أشار إلى القول، وكان بعيدًا بحيث لم يسمع ما دار بينهم أن يقول، فكان أول ما قال:

صدق المحدث والحديث كما جرى

فقام العز وطاب ويه، وقام الناس لقيامه. انتهى بمعناه.

فهي إن علمت نفسه المتهم الذي حكاها يحتمل أن يكون ما سمعه الشيخ أبو الحسن من السلام نشأ عن منام، ويحتمل أن يكون سمع ذلك من القبر الشريف كما وقع لجماعة كثيرين، وكذا ما حكاه ابن عطاء الله عن أبي العباس المرسي أنه كان مع الشيخ أبي الحسن بالقيروان في ليلة الجمعة سابع عشر رمضان فذهب معه إلى الجامع فلما دخل وأحرم بالصلاة رأى الأولياء يتساقطون عليه كما تتساقط الذباب على العسل، فلما أصبحنا وخرجنا من الجامع قال: ما كانت البارحة إلا ليلة عظيمة، كانت ليلة القدر ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي ظهر ثيابك من الدنس تحظ بمدد الله في كل نفس. قلت: يا رسول الله وما ثيابي؟ قال: اعلم أن الله يا على قد خلع عليك خمس خلع: خلعة المحبة، وخلعة المعرفة، وخلعة الإيمان، وخلعة التوحيد، وخلعة الإسلام، من أحب الله هان عليه كل شيء، ومن عرف الله صغر لديه كل شيء، ومن حد الله لم يشرك به شيئًا ومن آمن بالله أمن من كل شيء، ومن أسلم لله قلما يصيبه شيء، وإن عصاه اعتذر إليه، وإن اعتذر إليه قبل عذره، ففهمت حينئذ معنى قوله عز وجل: (وثيابك فطهر) يحتمل أيضًا لأن يكون منامًا.

ومنه ما حكاه الشهاب السهروردي في الباب الحادي والعشرين من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015